طرق مزج ألوان صبغات الشعر: دليل شامل لتحقيق اللون المثالي

في عالم الجمال والعناية بالشعر، تُعدّ صبغات الشعر من أكثر الأدوات استخداماً للتغيير والتجديد. ومع تنوع الدرجات اللونية وتعدد الشركات المنتجة، أصبح فن مزج ألوان صبغات الشعر مجالاً واسعاً يتطلب دقة في المعرفة وفهماً عميقاً لعلم الألوان وتركيبة الشعر. لا يقتصر الأمر على اختيار لون عشوائي من عبوة جاهزة، بل يمتد ليشمل تقنيات مزج الألوان للوصول إلى درجة فريدة تتماشى مع لون البشرة، ونوعية الشعر، وأسلوب الحياة.

إنّ مزج الألوان في صبغات الشعر ليس مجرد عملية عشوائية، بل هو علم يعتمد على مبادئ دقيقة من دائرة الألوان الأساسية والثانوية، ويفرض ضرورة مراعاة نسبة الأكاسيد، وقاعدة لون الشعر الطبيعي أو المصبوغ مسبقاً. تتطلب هذه العملية معرفة مسبقة بالخلفية اللونية لكل صبغة، وكيفية تفاعلها مع الألوان الأخرى ومع بنية الشعر الكيميائية.

سيتناول هذا المقال الطويل والموسّع الجوانب الفنية والتقنية لمزج صبغات الشعر، مروراً بأهم القواعد التي تحكم هذا المجال، ووصولاً إلى أشهر التركيبات اللونية التي يستخدمها المحترفون. كما سنستعرض جدولاً يحتوي على أشهر الخلطات اللونية ومخرجاتها، مما يساعد على تصور النتائج النهائية بدقة عالية.

أولاً: فهم دائرة الألوان في صبغات الشعر

تعتمد عملية مزج الألوان على دائرة الألوان، والتي تتضمن الألوان الأساسية (الأحمر، الأصفر، الأزرق) والألوان الثانوية الناتجة عن دمجها (البرتقالي، الأخضر، البنفسجي)، بالإضافة إلى الألوان المكملة التي تلعب دوراً أساسياً في تحييد درجات غير مرغوبة.

• الألوان الأساسية: لا يمكن الحصول عليها من خلط أي لونين، وتشكل حجر الأساس في عملية المزج.

• الألوان الثانوية: ناتجة من مزج لونين أساسيين بنسبة متساوية.

• الألوان المكملة: لونان متقابلان في دائرة الألوان، يستخدم أحدهما لتحييد تأثير الآخر، مثلاً اللون البنفسجي يُستخدم لتحييد اللون الأصفر غير المرغوب فيه في الشعر.

ثانياً: القواعد الأساسية لمزج ألوان الصبغات

هناك عدة قواعد يجب اتباعها لضمان نجاح عملية المزج، وتشمل:

1. معرفة لون الشعر الحالي:

لون الشعر الطبيعي أو لون الصبغة السابقة هو الأساس في تحديد النتيجة النهائية. فالصبغة لا تفتح لوناً أغمق، بل تغيّره أو تغطيه.

2. تحديد اللون المطلوب:

قبل اختيار الألوان، يجب تحديد اللون المستهدف بدقة، سواء كان أشقر رمادي، بني كراميل، أحمر نحاسي أو غيرها.

3. اختيار الألوان المناسبة للمزج:

يُنصح بمزج الألوان من نفس العلامة التجارية لضمان توافق التركيبة الكيميائية، كما يُفضل ألا يتجاوز المزج لونين أو ثلاثة.

4. معرفة قاعدة اللون (Base):

بعض الألوان تحتوي على قاعدة دافئة (ذهبية، نحاسية) أو قاعدة باردة (رمادية، بنفسجية). عند المزج يجب موازنة هذه القواعد للحصول على النتيجة المرغوبة.

5. نسبة الأكسجين (Hydrogen Peroxide):

نسبة الأوكسجين تحدد قدرة الصبغة على تفتيح الشعر:

• 10% (Volume 10): لتثبيت اللون فقط دون تفتيح.

• 20% (Volume 20): لرفع اللون بدرجة إلى درجتين.

• 30% (Volume 30): لرفع اللون ثلاث درجات.

• 40% (Volume 40): لتفتيح الشعر حتى أربع درجات، يُستخدم بحذر.

ثالثاً: تقنيات المزج الشائعة في صبغات الشعر

1. تقنية دمج الدرجات القريبة:

مثل دمج الأشقر الرمادي الفاتح مع الأشقر الطبيعي للحصول على لون أشقر رمادي طبيعي أكثر تجانساً.

2. تقنية تحييد الألوان غير المرغوب فيها:

عند وجود اصفرار أو نحاسية غير مرغوبة بعد التفتيح، يتم استخدام لون مكمل لتحييد اللون:

• اللون البنفسجي يُحيّد الأصفر.

• الأزرق يُحيّد البرتقالي.

• الأخضر يُحيّد الأحمر.

3. تقنية التدرج اللوني (Ombre & Balayage):

تُستخدم في صبغات الشعر متعددة الألوان، حيث يتم مزج الدرجات بطريقة تدريجية للحصول على تدرج طبيعي من الجذور حتى الأطراف.

رابعاً: جدول خلطات لونية جاهزة مع نتائجها

خامساً: نصائح احترافية لخلط الصبغات

• لا تخلط أكثر من ثلاث ألوان في المرة الواحدة لتجنب النتيجة الغامضة.

• استخدم وعاء بلاستيكي أو زجاجي للخلط، وتجنب الأوعية المعدنية التي قد تتفاعل كيميائياً مع الصبغة.

• احرص على إجراء اختبار على خصلة صغيرة من الشعر قبل تطبيق الصبغة على كامل الشعر.

• وقت وضع الصبغة يجب ألا يتجاوز 45 دقيقة، ويُحسب من لحظة بدء التطبيق وليس من نهايته.

• يُفضّل البدء في توزيع الصبغة من منتصف الشعر إلى الأطراف، ثم العودة للجذور لضمان تدرج اللون بشكل طبيعي.

• التهوية الجيدة أثناء الصبغ ضرورية لتجنب استنشاق الغازات الناتجة عن التفاعل الكيميائي.

• تجنب غسل الشعر بالشامبو مباشرة بعد الصبغة، يكفي الشطف بالماء واستخدام بلسم خاص للشعر المصبوغ.

سادساً: أشهر التركيبات اللونية المستخدمة في الصالونات

1. لون العسلي الطبيعي:

مزج بني فاتح 5.0 مع أشقر غامق ذهبي 6.3 بنسبة 1:1 باستخدام أوكسجين 30%، يعطي لوناً دافئاً ولامعاً يتناسب مع البشرة الحنطية.

2. الأشقر الثلجي البارد:

يتطلب تفتيح الشعر إلى درجة 10، ثم مزج صبغة 10.1 (أشقر بلاتيني رمادي) مع 0.11 (أزرق مركز) بنسبة بسيطة جداً لتحييد الأصفر، مع أوكسجين 10%.

3. الكراميل الفاتح:

مزج نحاسي 7.4 مع أشقر ذهبي 8.3، واستخدام أوكسجين 20%، يعطي لوناً لامعاً يصلح لفصل الصيف.

4. الأحمر الياقوتي:

مزج أحمر داكن 6.6 مع لمسة من البنفسجي 4.2 بنسبة صغيرة جداً، يعطي لوناً جذاباً ومشبعاً يناسب البشرة الفاتحة.

سابعاً: أنواع صبغات الشعر التي تؤثر على نتائج المزج

1. الصبغات الدائمة (Permanent):

توفر تغطية كاملة وتدوم طويلاً، وتُستخدم مع أوكسجين بتركيز مناسب حسب النتيجة المرجوة.

2. الصبغات شبه الدائمة (Semi-Permanent):

تُستخدم لتغيير اللون بدرجات طفيفة أو لإضفاء لمعة لونية، ولا تحتوي عادةً على أمونيا أو أوكسجين.

3. الصبغات المؤقتة (Temporary):

تُزول بعد غسلة أو اثنتين، وتُستخدم غالباً في المناسبات أو التجارب المؤقتة.

ثامناً: أبرز أخطاء مزج الصبغات

• استخدام تركيز أوكسجين غير مناسب لنوعية الشعر.

• عدم توحيد لون الشعر قبل الصبغ، مما يؤدي إلى تباين لوني غير متناسق.

• خلط الصبغات من علامات تجارية مختلفة قد يؤدي إلى تفاعل كيميائي ضار.

• تجاهل القاعدة اللونية للصبغة، مما يؤدي إلى نتائج غير متوقعة.

• مزج صبغات تحتوي على قواعد دافئة مع أخرى باردة دون تحييد مناسب.

تاسعاً: العناية بالشعر بعد الصبغة

العناية بالشعر بعد الصبغ لا تقل أهمية عن المزج ذاته، لضمان ثبات اللون وصحة الشعر. يُنصح باستخدام:

• شامبو وبلسم مخصصين للشعر المصبوغ.

• حمام زيت مرة أسبوعياً للحفاظ على رطوبة الشعر.

• تقليل عدد مرات غسل الشعر إلى 2-3 مرات أسبوعياً.

• تجنب أدوات التصفيف الحرارية قدر الإمكان أو استخدام واقٍ حراري.

المصادر:

1. L’Oréal Professional Color Mixing Guide

2. Wella Professionals Technical Manual